بتعاون دار روافد مع المكتبة الرقمية، صدر كتاب
"بين الغربة والونس: مشاهدات متطوع في ملف اللاجئين" للكاتب والباحث
باسم الجنوبي، يتعرض الفصل الأول منه إلى أهمية ودور منظمات المجتمع العربي
وتاريخها ومشكلاتها وأهمية التطوع في حياة الأفراد والمجتمعات والدول، تمهيدًا
لعرض قضايا اللاجئين العرب في الفصل الثاني.
يهدي الجنوبي كتابه إلى الفارين
من أوطانهم بحثًا عن أمنهم، وإلى المتطوعين في مساعداتهم لاستمرار الحياة بحثًا عن
إثبات وجود الإنسانية على الأرض، مؤكدًا أن التطوع الذي نقوم به للاجئين بلا أجر
هو الثمن الذي ندفعه لنعيش على هذه الأرض كبشر. ليقدم الكاتب عددًا من المعاني
والمشاهدات التي عايشها عبر أكثر من عشر سنوات في العمل التطوعي وخاصة في دعم
اللاجئين، مع التعريف بخريطة اللاجئين في العالم وعددهم وملفات دعمهم
ومقارنة أشكال مساعداتهم بين الدول.
يشير الجنوبي إلى أن أعداد اللاجئين تتزايد
بشكل غير مسبوق في التاريخ لتسجل حاليًا أكثر من 120 مليون لاجئ بينهم النسبة
الأكبر من العرب خاصة من سوريا والعراق وفلسطين واليمن وليبيا، ومؤخرًا تدخل
السودان ضمن أكثر الدول المُصدرة للاجئين، ويؤكد أن الحرب الحالية على غزة تعيد
قضية اللاجئين الفلسطينيين التي بقيت طي النسيان لسنوات إلى الواجهة، لافتًا إلى أن
المكتبة العربية لم تقدم لهؤلاء الكثير في التعريف بمعاناتهم وحقوقهم والتعريف
بكيفية دعمهم بحيث يتم تأمين حق العودة الآمنة إليهم أو يكونوا إضافة للمجتمعات
الحاضنة وليسوا عالة عليها .
كما تعرض الكتاب إلى مشكلات اللاجئين
الداخلية والخارجية، والحركات المعادية لهم في العالم، وطبيعة حياة اللاجئين في
مصر، وأساليب الدعم النفسي الاجتماعي للاجئين، وأهمية الحماية النفسية للمتطوعين بالإضافة
إلى نقل مشاهدات إنسانية من الأسر المهاجرة. ويطرح أيضًا معاناة اللاجئين
ومشكلاتهم مع المجتمعات الحاضنة مثل قضايا الإقامة والعمل والدراسة والزواج وإقرار
الحالة المدنية وقضايا الدعم وحملات العنصرية
تناول الكتاب كذلك مشكلات المجتمعات مع اللاجئين مثل ظهور تكتلات الجاليات المهاجرة في بعض المناطق وما ينتج عن ذلك من ضغط على البنية التحتية والخدمية والتسبب في غلاء إيجار العقارات والخدمات مع تقديم تجارب عالمية قدمت حلولًا مناسبة لمثل هذه المشكلات، تناول الكتاب كذلك التعريف بإمكانات اللاجئين وثروتهم الإنسانية والثقافية والتعريف برموز النجاح منهم الذين تحولوا إلى أيقونات في التميز العلمي والثقافي والاقتصادي والسياسي والرياضي، كما تعرض إلى عشرات من تجارب منظمات المجتمع المدني العالمية والعربية في دعم اللاجئين.